تشير صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إلى مجموعة من التحديات التي تقلل من احتمالية واندفاع المستوى السياسي والعسكري نحو خيار الذهاب لحرب شاملة مع حزب الله في الشمال.
ووفقاً للصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء، فإن لسان حال المراسلين العسكريين الإسرائيليين يتعارض مع مواقف وأقوال المستوى العسكري الإسرائيلي والسياسي.
واستعرضت الصحيفة ثلاثة تحديات جوهرية تواجه الجيش الإسرائيلي وربما تكبح جماح الحكومة الإسرائيلية واندفاعها نحو الحرب، رغم محاولة الرقابة العسكرية حجبها وإخفائها عن الرأي العام الإسرائيلي.
التحدي الأول الذي على الجيش التعامل معه حسب صحيفة “إسرائيل اليوم” هو مسألة التسليح، ففي بداية الحرب على غزة ضخت الولايات المتحدة لإسرائيل كميات كبيرة من الأسلحة ثم تباطأ هذا الضخ إلى أن توقف بعضه مؤخراً.
القوات منهكة
أما التحدي الثاني الذي أوردته الصحيفة فهو تآكل قدرات وتعب قوات الاحتياط والقوات النظامية في الجيش الإسرائيلي.
مشيرة إلى أن القوات النظامية تحارب وتعمل على مدار التسعة شهور الماضة دون توقف، في حين أن جنود الاحتياط خدموا ما بين 100- 200 يوم وأكثر، وهذا يؤثر على الجانب النفسي، خاصة مع ما لاقاه جنود الاحتياط والنظاميين من تجارب صعبة تحتاج لعلاج.
دفعات جوية مستنزفة
وتتحدث الصحيفة عن التحدي الثالث وهو الأهم، وهو مسالة الدفاعات الجوية، فوفقاً لتقديرات الجيش فإن هذه الدفاعات لن يكون بمقدورها حماية جميع المواقع المأهولة بالسكان.
وأكملت:”ستركز هذه الدفعات وتهتم بحماية البنى التحتية الضرورية للحرب وهي المنشئات العسكرية وتلك المرتبطة بمصادر الطاقة، بالتالي ستكون الجبهة الداخلية تحت تهديد لم تشهد له إسرائيل مثيلاً من قبل”.
ووفقاً لمختصين في الشأن الإسرائيلي، توجد العديد من الشواهد التي تؤكد هذه التحديات التي أوردتها الصحيفة العبرية، من ضمنها تمكن حزب الله خلال هذه المواجهة من إيصال طائراته المسيرة لعمق الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وإصابة أهداف حيوية.
وخلال الفترة الماضية، نشر حزب الله عدة تسجيلات مصورة التقطتها طائرات استطلاع، تمكنت من التحليق فوق مواقع استراتيجية وحساسة في دولة الاحتلال، دون أن تتمكن الاعتراضات الإسرائيلية من اسقاطها.
ومن الشواهد الأخرى حول تراجع الاندفاع الإسرائيلي نحو الحرب في الشمال، التصريحات التي أطلقها سياسيون وعسكريون إسرائيليون حول أن عدم جهوزية الجبهة الداخلية لتحمل حجم هجوم حزب الله، خاصة في جانب الصواريخ دقيقة الإصابة التي بحوزته.
وفوق كل ذلك، التصريحات التي أدلى بها الجانب الأمريكي بأن الولايات المتحدة لن يمكنها المشاركة الفعلية في حرب إسرائيلية شاملة مع حزب، كما لا يمكنها حماية إسرائيل من صواريخ ومسيرات حزب الله كما كان الأمر مع الصواريخ والمسيرات الإيرانية في شهر نيسان/ إبريل الماضي.