آخر الاخبار

بداية النهاية...إن شئت يا عبدي فأنا أشاء

بداية النهاية…إن شئت يا عبدي فأنا أشاء

بقلم الكاتب فراس ياغي.. وكالة رؤيا للأنباء _غزة_فلسطين

منذ البداية قلنا المعركة طويلة وصعبة ومعقدة لانهم اعتبروها معركة وجودية وحرب إستقلال ثانية، ومنذ البداية شخصنا أننا ذاهبون لحرب إستنزاف، ومنذ انطلاق الحملة الجوية الساعة الواحدة صباحا في الثامن من اكتوبر/تشرين قلنا هناك إجتياح بري سيصل لإحتلال كل قطاع غزة ..البعض فهم أن المعركة طويلة بعد انتهاء الهدنة الاولى في نوفمبر/تشرين2 وبدأت منذ ذاك الحين المقاومة تكيف نفسها لمعركة طويلة وصعبة.كما قلنا ايضا ان ورقة الأسرى مهمة ولكن ليست حاسمة بالنسبة إلى “نتنياهو” وحكومته المتطرفه، وقلنا ولا زلنا نقول أن هناك وسيلتين لوقف حرب الإبادة، الاولى توسيع المعركة في الإقليم تؤدي لصفقات ستكون “إسرائيل” مجبرة عليها وستعفي “نتنياهو” من سقوط حكومته او ستمكنه من الدعوة لإنتخابات مبكره اذا ما حقق إنجاز، والثانية حرب إستنزاف وصمود للشعب والمقاومة وهذا يعني إستمرار المعاناة لفترة طويلة، لكن نتائجه ستكون لصالح المقاومة في النهاية.وعندما نتحدث بواقعية عن الواقع السياسي والعسكري والأمني في “إسرائيل” علينا أن نقرأ ما قبل السابع من تشرين/أكتوبر، وما بعده من حيث الحاضر والمستقبل:

أولا- أمريكا والغرب كانت ترى في الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية الحامي لمصالحها في المنطقة، والدعم للدولة هو دعم اقتصادي وسلاح.

ثانيا- حدث السابع من تشرين/أكتوبر انهى مقولة الجيش الذي لا يقهر، وانهى قصة القوة والجبروت الإستخباري وأذل الجيش والمؤسسة العسكرية والأمنية ككل، لقد إنتهى مفهوم الردع إلى غير رجعة ثالثا- إكتشف أمريكا والغرب أن الكيان بحاجة لحماية وليس هو الحامي لمصالحها، فجائت بأساطيلها و طيرانها و مسيراتها وتكنولوجياتها لحمايته، اي أنه كوظيفه في طريقه ليصبح عبء اكثر من كونه ركيزة إستعمارية متقدمة.

رابعا- إتضح انه جيش فاشل لا يستطيع الحسم فطالت مدة الحرب وسوف تطول أكثر مما عرض مكانته لمخاطر وأنهك وسينهك قواه، بحيث ان قدرته على فتح جبهة حرب ثانية اصبح مشكوك فيها، ببساطة جيش لا يستطيع ان يعيد مستوطنيه الذين معهم اقام عقد إجتماعي ليأخذ كل ما يحتاج لحمايتهم لا يستطيع فعل ذلك، بل لا يستطيع تحديد وقت لإعادة المستوطنين لمنازلهم.

خامسا- صحيح ان لدى الجيش الإسرائيلي قوة نارية تدميرية، لكن دائما أمر الحسم بحاجة لقوات على الأرض تسيطر ولفترة طويلة وهذا غير ممكن ولا قدرة للجيش عليه.

سادسا- كتعبير على الانهاك في الجيش هناك ثلاث مسائل، الاولى تتعلق بقرار 48% من ضباط الجيش عدم تمديد خدمتهم في الجيش، والثاني هو الصراعات الداخلية والإتهامات التي توجه لهئية الاركان وبالذات رئيس الأركان هاليفي، والثالثة تتمثل في التجاذبات بين المستوى السياسي والعسكري الأمني، وإتهام الجيش بعدم قدرته على الحسم من قبل السياسيين، في حين الجيش يتهم السياسيين بأن لا خطة لديهم للحفاظ على الإنحاز التكتيكي الذي تم تحقيقه.

سابعا- أكبر تحدي عملي على الإنهاك الذي تعرض له الجيش هو في جبهة الشمال، فمن تبجحه سابقا بأن لديه القدرة على المواجهة في عدة جبهات، إلى أن “إسرائيل ليست الولايات المتحدة وأن لا قدرة لها على الحرب في عدة جبهات” وفق وزير الزراعة “آفي ديختر” والذي هو يعتبر من النخب الأمنية المطلعة كونه رئيس شاباك سابق.

ثامنا- لا زال السابع من تشرين/أكتوبر يفعل فعله حيث ترى الهزيمة في وجوه كل الجنرالات وكما قال “ديختر” في حديثه عن ذلك “حماس إحتلتنا في ساعة واحدة”، وكما قال ايضا “ليبرمان” “في ثماني شهور حصلنا على العار الكامل بدل النصر الكامل” في تعليقة على النصر المطلق الذي يتحدث عنه “نتنياهو”

تاسعا- جيش اصبح يقارن كمنظمة إرهابية مثل “القاعدة وداعش وبوكا حرام” بوضعه على القائمة السوداء لقتل الأطفال من قبل الأمم المتحدة يؤكد على طبيعته الوحشية وأصبح ينظر إليه كعصابة مجرمة، يشير إلى مدى الدرك السفلي والانحطاط الذي وصل اليه، “أليس هذا وحده يشير إلى الإنهيار؟!!

“أخيرا، جيش لا يستطيع الإنتصار على كتائب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رغم كل ما احدثه من دمار، ومنظمة ك “حماس” و “الجهاد” وغيرها من الفصائل تقارعه حتى الآن لثمانية اشهر وهي مستمرة في ذلك، ولا يجرؤ على مواجهة شاملة مع منظمة “حزب الله” حيث يشير بوضوح الكاتب اليهودي الأمريكي “توماس فريدمان” عن ذلك لفضائية “الجزيرة القطرية” بقوله: “صورة أن إسرائيل في الطريق نحو معركة الشمال غير دقيقة، لأن إسرائيل غير واضح ما هي قادرة عليه”، وهذا أيضا يعطي مؤشر على الإنهاك وقرب الإنهيار ستدعم امريكا جيش مستعمرتها، لكن هذه المستعمرة بقيادة “نتنياهو” ومعه جماعة التطرف، تقود الدولة إلى مصير مجهول ويحمل مخاطر كبيرة عليها، فهذا “غيورا آيلاند” رئيس مجلس الأمن القومي السابق يقول”إذا أعلنت إسرائيل الحرب على حزب الله فستكون النتيجة هزيمة فظيعة” إنها بداية النهاية، وإن شئت يا عبدي فأنا اشاء الاستعلاء والتكبر، وكي الوعي لدى البعض الفلسطيني والعربي نتيجة لتجارب سابقة، لا فعل ولا أثر له أمام ثلة من المقاومين أنهكت اقوى جيش في المنطقة، بل قد يصل إلى مرحلة الإنهيار إذا لم تلحقه أمريكا وتنقذه في الوقت المناسب والله غالب على أمرة”

أدوات مرتبطة

زر الذهاب إلى الأعلى